تشهد صناعة الأفلام الإباحية علي شبكة الإنترنت نموًا هائلًا، بحيث يقدر حجم الصناعة في الولايات المتحدة 13 مليار دولار كل عام، كما أن تسعة من بين عشرة صبية في أميركـا يشاهدون المحتوي الإباحي قبل بلوغهم 18 عامًا، بينما الرجال مستخدمين لهذه المواقع بنسبة تزيد عن 543% مقارنةً بالنساء. وبحلول عام 2017، فإن أكثر من ربع مليار شخص سوف يستخدمون المواقع الإباحية النقالة في مختلف أنحاء العالم.
ومع هذا العدد الهائل من المشاهدين، فإنه ليس من الممكن التعميم بشأن ما إذا كانت المواقع الإباحية علي الإنترنت تحقق إستفادة أم ضرر، حيث ربطت بعض الآراء بين مشاهدة المحتوي الإباحي وزيادة التحرر والمعرفة الجنسية، ولكن كيف تؤثّر الإباحية العلاقات الحميمية ؟
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه من تشويه الإباحية علي شبكة الإنترنت للأفكار بشأن الجنس والعلاقات، في الوقت الذي تميل فيه الأدلة العلمية إلي دعم وجهة نظره، حيث إرتبطت مشاهدة المواد الإباحية بزيادة مخاطر الإنفصال بين الأزواج، وفتورالعلاقة الحميمية الرومانسية، فضلاً عن إدمان السلوك الجنسي، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني تلقائياً بأن الإباحية على شبكة الإنترنت تسبب متاعب في العلاقة بين الأزواج، حيث أشار أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد ديردري باريت إلي أن الإباحية هي نسخة مما يسميه العلماء " التحفيز الخارق "، وهي المبالغة المصطنعة للعوامل البيئية التي تتطور لتصبح آثارًا جنسية، فالإباحية علي شبكة الإنترنت تقدم لمشاهيها تجربة جنسية غير عادية، مع خيارات لا حصر لها وإمكانية إعادة للقطات ووقفها عدة مرات، ولكن مصدر القلق الأساسي الذي يكشف عنه المعالجين والباحثين هو تأثر ممارسة الجنس في الواقع نتيجة الإفراط في مشاهدة الجنس الإفتراضي، كما يمكن أن تتأثر حياة العائلة بالسلب وفقاً لما توضحه المتخصصة في علاج المشكلات الجنسية "باولا هال" من خلال هذه الحالة للرجل الذي يدعي تيم والبالغ من العمر 36 عامًا، حيث تزوّج تيم ولديه إثنين من الأطفال أحدهم في الثالثة من العمر بينما الآخر في عامه الأول.
وعاني تيم في بداية الأمر مع مشكلة عدم القدرة علي الإنتصاب، إلا أن التقييم المفصل كشف عن أنه ليس لديه مشاكل مع الانتصاب عند مشاهدة المواد الإباحية التي يقضي ثلاث أو أربع ساعات من الليل في مشاهدتها، كما أصبح غير مبال عند ممارسته للجنس مع زوجته نتيجة الإفراط في مشاهدته للجنس العنيف، فضلاً عن أن الصعوبة التي يواجهها من ممارسة الجنس مع زوجته جعلته يتجه أكثر إلي مشاهدة المزيد من المواد الإباحية، ونتيجةً لمشاهدة المواد الإباحية الغير عادية، فقد يؤدي ذلك إلي الشعور بالذنب نظراً لأن أداء الرجل الجنسي مع شريكة حياته لا يماثل ما يشاهده علي شبكة الإنترنت، ووثقت الدراسات أيضاً حدوث إنهيار في الثقة بين الشريكين جراء مشاهدة المواد الإباحية ووصف البعض مشاهدتها بأنها شكل من أشكال الخداع والخيانة.