
وجود الجن حقيقة واقعة أعلمنا الله بها، قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات:56] وأخبر تعالى عنهم أنهم يرون بني آدم من حيث لا يراهم بنو آدم: قال تعالى: ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) [الأعراف: 27].
وهذا حق يقتضي أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها، وليس في الآية أنهم لا يراهم أحد من الإنس بحال، بل قد يراهم نفر كثير من الإنس، لكن لا يرونهم في كل حال من أحوال الجن، فقد يظهر لهم الجن بأشكال مختلفة، وصور متنوعة. وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الشياطين يكيدون لبني آدم، ولكن كيدهم ضعيف قال تعالى: ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) [النساء:76] ومن هنا فإننا ننصحك بقراءة سورة البقرة في البيت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم. وفي صحيح ابن حبان البستي عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام" وضعفه السيوطي والهيثمي. كما ننصحك بتطهير البيت من الأسباب التي تجلب الشياطين وتمنع دخول الملائكة، كالصور والتماثيل، وآلات اللهو والمجون كالموسيقى والمعازف، وترك الاستماع إليها أيضاً، فإن وجودها والاستماع إليها سبب قوي وذريعة لدخول الشياطين وتخبيلهم بني آدم.
