عبارة عن جرح بشكل فجوة صغيرة دائرية أو بيضاوية الشكل يتراوح قطرها بين ثلاثة ملليمترات وثلاثة سنتيمترات تقريباً، وتنشأ في الجدار الداخلي للقناة الهضمية (المريء، المعدة أو الإثنى عشر)، وهي تعد من الأمراض السائدة في مجتمعنا، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. رغم أن هناك نسبة من المرضى المصابين بالقرحة لا يشكون أي أعراض إلا أن الأغلبية يعانون آلاماً في المعدة، وغالباً ما يكون الألم على شكل حرقة وحرارة أو مغص ينتشر عبر القسم الأعلى من البطن، ويظهر عادة مع الجوع أو قرحة الإثنى عشر أو بعد ساعة إلى ثلاث ساعات من تناول الطعام في حين أنه يخف مباشرة بعد تناول الأدوية المضادة للأحماض، كما تلعب بعض الأدوية مثل الأسبرين ومشتقاته وكثير من المسكنات المضادة للالتهابات الروماتيزمية لنشوء القرحة، وخصوصاً عند المرضى المصابين بداء الروماتيزم الذين يحتاجون إلى كميات كبيرة من هذه المسكنات يومياً. تأثير الأطعمة غير النظيفة جرثومة الهليكوباكتر بيلوري (جرثومة المعدة) هي كائن مجهري حي يدخل الجسم عن طريق الفم بواسطة تناول أطعمة غير نظيفة مثل الخضار، والفواكه، والسلطات إذا تناولها الإنسان دون غسل جيد. وقد أثبتت الدراسات الطبية دون أدنى شك الدور الرئيس لهذا النوع من البكتيريا كعامل مساعد في نشوء القرحة، وفي تأخير شفائها، حيث إنه وجد أن نسبة المصابين بقرحة الإثنى عشر، الذين يحملون هذه البكتيريا تراوح بين 80 إلى 100 في المائة. العوامل الوراثية تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً في نشوء القرحة، وقد أثبتت الإحصائيات أن نسبة الإصابة بقرحة الإثنى عشر تزداد بمقدار ثلاثة أضعاف في أشخاص العائلة الواحدة في حالة إصابة أحدهم بها، مقارنة بالعائلات الأخرى غير المصابة. تشخيص القرحة إن التشخيص الصحيح للقرحة في غاية الأهمية، نظراً لتشابه أعراضها مع أمراض مختلفة أخرى. وتتمثل خطوات التشخيص في إجراء فحصين رئيسين هما: أشعة الباريوم ومنظار الجهاز الهضمي العلوي. أخذ عينة من جدار المعدة يمكن تشخيص وزراعة هذه البكتيريا من المريض عن طريق أخذ عينة من الغشاء المخاطي للمعدة بواسطة منظار الجهاز الهضمي العلوي، ويحتاج علاج هذه البكتيريا إلى ثلاثة أدوية تعطى في آن واحد لمدة سبعة إلى عشرة أيام، وهي عادة كلاريثروميسين، أموكساسيلين والأمبرازول، وهناك عدة طرق لتأكيد الإصابة بهذه الجرثومة منها فحص البراز، واختبار النفخ UBT، أو عن طريق أخذ عينة من جدار المعدة أثناء التنظير، وفي حالة ثبوت الإصابة بهذه الجرثومة فيجب معالجتها بنوعين من المضادات الحيوية مع مثبط إفراز الحمض لمدة عشرة أيام. وذلك عند الأشخاص الذين يشكون من أعراض متعلقة بالمعدة، أما إعطاء علاج الجرثومة عند الأشخاص السليمين فهو غير ضروري. التنظير الباطني وفي فحص أشعة الباريوم يقوم المريض بشرب كمية معينة من سائل الباريوم الذي يقوم بتغليف البطانة المخاطية للمريء والمعدة والإثنى عشر وبما أن الأشعة السينية لا تتمكن من اختراق طبقة الباريوم، فإنها تظهر بيضاء اللون مع خلفية سوداء على الفيلم الإشعاعي، وإذا كانت هناك قرحة، فإن مادة الباريوم تملأ هذه الفجوة، وتؤدي إلى نتوء في الشكل الأملس المعهود للمعدة والإثنى عشر وتعتبر هذه الوسيلة آمنة ودقيقة للتشخيص، لكنها لا تعطي معلومات كافية مما يستوجب الحصول على مزيد من المعلومات فيلجأ الأطباء إلى وسيلة أخرى تسمى بالتنظير الباطني ”منظار الجهاز الهضمي العلوي”. فحص الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي تنظير الجهاز الهضمي العلوي يتم عن طريق تمرير أنبوبة طويلة مرنة تحتوي في نهايتها على مصدر للضوء وعدسة كاميرا دقيقة عبر الفم إلى المريء ثم إلى المعدة، ومنها إلى الإثنى عشر، ويستطيع الطبيب فحص الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي فحصاً مباشراً دقيقاً، وإذ ا تم اكتشاف وجود قرحة يقوم الطبيب بواسطة الأنبوب بأخذ عينات صغيرة من النسيج الحي من أجل فحصها تحت المجهر للتأكد من عدم وجود سرطان أو أورام خبيثة، كما يمكن زراعة العينة أو تحليلها بواسطة إنزيم اليورياز للتأكد من الإصابة ببكتيريا الهليكوباكتر بيلوري من عدمها. القرحة النازفة وفي مثل هذه الحالات يحتاج مريض القرحة النازفة إلى معالجة سريعة في المستشفى، وقد يحتاج إلى نقل دم سريع، حيث يجرى له منظار الجهاز الهضمي العلوي لتحديد مكان النزف وإيقافه بواسطة الكي أو أشعة الليزر، وغالبا ما تكون النتائج مرضية، ولا تحتاج إلى تدخل جراحي إلا في حالات نادرة عند عدم السيطرة على النزيف بطريق التنظير.

navright
 
منوعات حول العالم © جميع الحقوق محفوظة | a href='' rel='nofollow' target='_blank'/>